logo
دكتورة جهاد إبراهيم

قصـــة نــــجاح

دكتورة جهاد إبراهيم 

المدرس مساعد بكلية البنات جامعة عين شمس آداب قسم اجتماع، 

و الحاصلة على العديد من الميداليات الذهبية و الفضية في رياضة السباحة . تمتلك إبتسامة تجعل وجهها مشرق متفائل دائماً :) وهي صاحبة قصة النجاح التي سنرويها اليوم .
مدرسة الحب

جهاد تتوسط أخوتها الثمانية - ما شاء الله - و لكن بالرغم من هذا فازت بإهتمام و رعاية و حب أبويها بل و أخوتها أيضا، ولدت فتاه عادية و أصيبت بشلل الأطفال بعد أن أتمت عامها الأول فقط، و منذ اللحظة الأولى بإصابتها رضيت والدتها بقضاء الله و زرعت فيها منذ صغرها أنها طفلة عادية لا يتقصها شيء أبدا عن باقي الناس، في الفترة الأولى من عمرها كانت تحملها والدتها و تذهب بها إلى مكان لتحفيظ القرآن في قريتها و كانت تفعل ذلك أيضا بعد أن  الحتقت بالمدرسة، و تقول جهاد عن تلك الفترة:
 

عندما كانت تحملني أمي و أشعر بضربات قلبها التي كانت بمثابة البنزين بالنسبة لي، كنت أقول لنفسي لازم أكون حاجة كبيرة تشرف أمي و أبي بحق هذا التعب.

كان لوالدتها عامل قوي في تشكيل شخصيتها، حتى أعمال المنزل كانت توزع عليها تماما مثل أخواتها، مما نمى فيها الاعتماد على نفسها بشكل كبير.
أطلقت جهاد على أسرتها مدرسة الحب فمقدرا الحب و الاحتواء الذي وفرته لها أسرتها هو الطاقة التي شحنت فيها منذ صغرها و ولدت لديها الحافز لتصبح انسانة غير عادية.

بعد أن حصلت جهاد على كرسي متحرك كانت تذهب و تعود من المدرسة بذاتها، و كان حلمها أن تدخل كلية الطب حتى تعالج المصابين بشلل الأطفال تحديدا، و لكن مجموعها فى الثانوية العامة أبى دون ذلك.
 
كانت هذه من أصعب الأيام التي مرت بها و لكنها أعادت حسابتها بسرعة و لا أجد أروع من كلماتها هي حين تقول:

 

من محطات الفشل نبدأ محطات النجاح، و قلت لنفسي وقتها قدر الله و ما شاء فعل و قولت ها ابدأ بني آدمة جديدة بحلم جديد تاني ، و ربنا سبحانه و تعالى هايسخرلي الجنود المجندة لكي أحقق حلمي .

أكثر من تحدي في وقت واحد

 

بالفعل بدأت جهاد  من جديد، مرحلة جديدة و هدف جديد بالرغم من أن ظروف هذه المرحلة أصعب مما سبق، إلا أنها اجتازتها بنجاح .

التحدي الأول أنها دخلت المدينة الجامعية و كان لابد أن تعتمد على نفسها من الألف إلى الياء، ولكن تغلبت شخصيتها القيادية على هذه المحنة و استطاعت تدبير أمورها بل و تساعد غيرها أيضا.

و التحدي الثاني عندما خضعت لعمليه جراحية في السنة الأولى من الدراسة و عادت للجامعة قرب الامتحانات، و كانت كل محاضراتها فى الأدوار العليا فى الكلية و هي لا تستطيع الصعود و حضور المحاضرات فماذا تظنها فاعلة؟

و هنا جاء دور الدكتور فوزي عبد الرحمن - المشرف على رسالة الماجيستير لجهاد - الذي أرفع له القبعة تقديرا على تصرفه هذا، كان الدكتور فوزي بعد أن ينتهي من المحاضرة لدفعتها ينزل لجهاد في الحديقة و يعيد شرح المحاضرة لها مرة أخرى، و حينما كانت تقول له جهاد "نفسي أحضر مع زمايلي" يقول لها " سوف تصبحين أفضل منهم جميعا" و بالفعل ظهرت النتيجة و كانت جهاد الأولى على دفعتها في العامين الأول و الثاني.

في السنة الرابعة من الجامعة خضعت لعملية جراحية أخرى و قضت معظم أوقات العام في المستشفى، تقول جهاد :

 

كان دعاء سجودى فى سنه رابعة بالرغم أنى كنت مقاضياها فى المستشفى يا رب اجعل لى مكانة أغير بيها صورة الكون و أبين كيف يكون الإنسان عنده هدف . اجعل لى مكانة هنا أنا رسالتى لم تنتهي بعد ، لا أريد أن أعود إلى قريتي و أصبح انسانة عادية لا انا عاوزة أكون حد مش عادى ، حد يبث طاقة أمل ، بدون الأمل مفيش حياة ، و بدون الأهداف تكون الحياة كئيبة ، فشرط عقد الحياة هو الرضا ، و الرضا يقودك لحالة من السلام الداخلى و الطمأنينة ، يا ربي أنا راضية بما قسمته لي، بس بحلم باللي جاي و عندما تقف العراقيل في طريقي أقول "عسى أن يهديني ربي لأقرب من هذا رشدا" .

نجحت جهاد فىي السنة الرابعة و كالعادة الأولى على دفعتها و تعينت معيدة بالكلية، و كانت هذه من أجمل لحظات حياتها و التي شعرت فيها أنها ولدت من جديد ... ولدت مرة ثانية أيضاً عندما اكتشفت أنها تستطيع السباحة :).
 

و أصبحت جهاد سبّاحة

ذات يوم و أثناء ذهابها إلى إحدى جلسات العلاج الطبيعي، رأتها مدربة ألمانية و هي تسير بالكرسي المتحرك مبتسمة ممشوقة فقالت لهاأنتي لازم تتعلمي سباحة" لم تصدق جهاد أذنيها عندما سمعتها لأول مرة و سألتها أن تعيد عليها ما قالته و الدموع تملأ وجهها ، كانت فرحة جهاد كبيرة فهو حلم لم تتخيل أن يتحقق أبداً .

شاركت جهاد في بطولة الجمهورية 2008 و حصلت على الميدالية الفضية ثم شاركت ببطولة مصر 2009 و حصلت فيها على ثلاث ميداليات ذهبية ، و كل البطولات التالية لها كانت تتراوح الميداليات بين الفضية و الذهبية.

تقول جهاد :

 

المياة فى حياتى هي الأوكسجين اللي بتنفسه، الحاجة اللى بطلع فيها طاقتي، لو مريت بأي ضيق أحمل شنطة تمريني و أنزل المياة و أطلع حد تانى، كل الحركات التى حرمت منها على الأرض أستطيع أن أفعلها في المياة، و حلم حياتي أن أعبر المانش و أدخل الأوليميباد القادمة، بشرط أن أتلقى الاهتمام و التدرب المناسب لذلك.

 

نقلا عن موقع :

http://www.mindwits.com/2012/11/Gehad-Ibrahem.html