logo
لطيفة الزيات‏...‏ رائدة الرواية والنقد

عندما نتحدث عن لطيفة الزيات‏,‏ لا يجب أن يقتصر الحديث عنها كأديبة لها انجازات في كتابة الرواية والقصة والسيرة الذاتية والمسرح‏,‏

 لكنها فضلا عن ذلك ناقده لها أعمال نقدية متميزة, فضلا عن دورها في النضال السياسي سواء في اللجنة الوطنية للعمال والطلبة أو في حركة اليسار بمعناها الواسع أو في حزب التجمع أو لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي قامت بدور مهم في وقف التطبيع الثقافي مع إسرائيل.

علي صعيد الرواية كتبت الزيات الباب المفتوح التي تعد واحدة من أولي الروايات التي تنصر قضايا المرأة, خاصة إنها كانت في مرحلة مبكرة من الروايات النسوية. وفي السيرة الذاتية كتبت حملة تفتيش: أوراق شخصية التي تعد بحق واحدة من ابرز السير الذاتية العربية, خاصة من حيث البناء الفني الذي يمزج بين السيرة وفن الرواية.
ولدت لطيفة الزيات في مدينة دمياط8 أغسطس3291. وتلقت تعليمها بالمدارس المصرية, ثم بجامعة القاهرة. بدأت عملها الجامعي منذ عام1952, وحصلت علي دكتوراه في الأدب من كلية الآداب, بجامعة القاهرة عام.1957 وشغلت مناصب عديدة, فقد انتخبت عام1946, وهي طالبة, أمينا عاما للجنة الوطنية للطلبة والعمال, التي شاركت في حركة الشعب المصري ضد الاحتلال البريطاني. وتولت رئاسة قسم اللغة الإنكليزية وآدابها خلال عام1962, إضافة إلي رئاسة قسم النقد بمعهد الفنون المسرحية, وعملت مديرا لأكاديمية الفنون. كما شغلت منصب مدير ثقافة الطفل, ورئيس قسم النقد المسرحي بمعهد الفنون المسرحية1970-1972, ومديرة أكاديمية الفنون1972-.1973 وعملت أستاذة للأدب الإنجليزي بكلية البنات جامعة عين شمس, وحازت علي جائزة الدولة التقديرية للأدب عام6991, و كانت رمزا من رموز الثقافة الوطنية والعربية وكانت إحدي رائدات العمل النسائي في مصر, ولها سجل حافل بالريادة في جميع المجالات التي خاضتها. والتحقت بالحركة الماركسية وهي طالبة بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول.
دخلت لطيفة الزيات اللجنة الوطنية للعمال والطلبة بتنحي الوطني المناضل الماركسي سعد زهران عن موقعه في اللجنة كممثل لأحد التنظيمات الماركسية, وذلك لإتاحة الفرصة للطيفة الزيات وتشجيعا للطالبات في الكفاح الوطني, وهذا الموقف يوضح مدي التطور الحضاري الذي وصلت إليه مصر في أربعينيات القرن الماضي
أما أعمالها الأدبية فتتضمن في مجال الرواية: الباب المفتوح(1960) وصاحب البيت(1994) و الرجل الذي عرف تهمته وهي رواية قصيرة(1995). أما الأعمال القصصية فتشمل الشيخوخة وقصص أخري(1986), فضلا عن مسرحية بيع وشرا(1994)والسيرة الذاتية المتميزة حملة تفتيش أوراق شخصية. ولها في مجال النقد عدة كتب أشهرها نجيب محفوظ الصورة والمثال, وفورد مادوكس فورد والحداثة ومن صور المرأة في القصص والروايات العربية وأضواء مقالات نقدية وكل هذا الصوت الجميل وهو عن إبداع المرأة.
ولطيفة الزيات ظاهرة نسائية ليس فقط بانجازاتها المتعددة علي صعيد الرواية والقصة والنقد والمسرح, ولا حتي علي صعيد النضال السياسي, سواء فيما يتعلق بالعمل الوطني في الجامعة أو الانضمام إلي حركة اليسار في زمن كان الانضمام إلي اليسار ليس سهلا ويعرض صاحبه للاعتقال والحصار, أو فيما يتعلق بالنضال ضد الاستعمار الانجليزي قبل الانسحاب أو في معارك بورسعيد عام1956, علي النحو الذي أشارت إليه في روايتها العظيمة الباب المفتوح, ولكن علي صعيد كل التجارب التي عاشتها والتي توجت باعتقالها عام1981 علي النحو الذي أشارت إليه في سيرتها الذاتية, وكان الاعتقال بسبب دورها في لجنة الدفاع عن الثقافة القومية التي رأسها المناضل الكبير عبد العظيم أنيس والتي أصدرت مجلة دورية اسمها المواجهة كانت حائط صد مهم وقوي ضد جهود التطبيع الثقافي مع إسرائيل. فلطيفة الزيات رائدة كأكاديمية لأنها بدأت العمل الاكاديمي في وقت كانت النساء الأكاديميات قليلات, ورائدة كيسارية لان النساء اللاتي انضممن إلي اليسار في ذلك الوقت كن يعدن علي الأصابع, ورائدة كروائية لان المصريات اللاتي كتبن الرواية قبلها كن قليلات وكانت في نفس الوقت من أول الروائيات اللاتي كتبن الرواية التي تنطق بصوت المرأة وتعبر عن قضياها وهمومها. ونفس الأمر يسري عليها ككاتبة قصة قصيرة, ورائدة كناقدة لان مصر لم تعهد قبلها ناقدات من النساء إلا قليلات مثل الرائدة الأخري سهير القلماوي. وكانت أيضا رائدة في كتابة السيرة الذاتية لان المرأة المصرية لم تعتاد علي كتابة السير الذاتية ولم يسبقها في هذا المجال سوي الدكتورة نوال السعداوي وقبلهما كانت بنت البادية ملك حفني ناصف وكانت لطيفة الزيات فضلا عن ذلك رائدة في العمل الحزبي عندما نشطت في حزب التجمع منذ نشاته وحتي وفاتها. وكانت رائدة في مقاومة التطبيع مع إسرائيل. انها واحدة من رائدات العصر الحديث في مصر, وواحدة من اللاتي فتحن باب لحركة المرأة التي توجت بمشاركتها اللافتة في ثورة25 يناير, وهي مشاركة مستمرة حتي تنجح الثورة في تحقيق أهدافها.